السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الشَّهادَة ُفي سبيل الله
من ديوان البصائر والبشائر
المقدمة:-
هذه القصيدة قيلت عام 2000 في احداث انتفاضة الاقصى
وكأنها تقال في هذه الايام لِما في الاحوال من تشابه حتى
ولو بعد ثمانية اعوام .
قمْ للشـَّهادَةِ فـَهْيَ الذخرُ والحُلُمُ = ما أعذب الموتَ حين الحربُ تحتدمُ
أُنظرْ مشاهدَ أطفال ٍتقاومهمْ = تحكي المناظرُ ما لم يُبْدِهِ الكـَلِمُ
الكل شاهدَ ذاكَ الصقرَ مرتقياً = نحوَ الشهادةِ حتى أُنزلَ العلمُ
هذي البطولةُ في أبهى مظاهِرها = الصقرُ يهجمُ والصيادُ ينهزمُ
ومَشْهَدُ الظُلم ِمن أنكى جرائِمِهمْ = قتلُ ابن دُرَّةَ إصراراً وقد عَلِموا
واسْتَصْرَخَ الأبُ يبكي كان يحضنهُ = ابني يموت فما لانوا وما رحِموا
وأُعْدِمَ الطفل في التفاز شاهَدَهُ = كل الأنام وغاظ الناسَ جُرْمُهُمُ
يا أيها الناس من غَرْبٍ ومن عَرَبٍ = أين الحقوق وأهل الحق أين هُمُ
أحجار أطفالنا قـَصْفٌ يقابلها = بالطائرات فهذا الجُبْنُ أصْلـُهُمُ
لم ينجُ من كيدهم شيخ ولا امرأة ٌ = ولا الصغارُ الذين بَعْدُ ما فـُطِموا
حتى البهائم والأشجار ما سَلِمَتْ = ذ َوو الإعاقة والعاهات ما سَلِموا
أما المنازل فالآثار شاهِدَة ٌ = على الدمار وَبيتَ الله قد هدموا
هَزَّتْ مجازرهمْ من كان ذا بَصَرٍ = واغتاظ من قصفهمْ ناز ٍبه صَمَمُ
لا تـَسْتـهينـَنَّ طفلا حاملا حجرا = نحو السلاح على الاجناد يَقـْتـَحِمُ
اما ترى النار لا يعلو لها لهبٌ = الا بعود صغير منه تضطرمُ
قم للشهادة يا اخي بلا وَجَلٍ = القدس تصرخ والايمان والحَرَمُ
مسرى الحبيب ينادي كله المٌ = هيا بَنِيَّ من الاعداء ننتقمُ
لـَبَّى النداء شهيدنا على عجل ٍ = يبغي الجهاد وبالرحمن يعتصمُ
هوَ الشهيد لأنَّ الله شاهِدُهُ = هو العليم بما ينوي ويعتزمُ
مهما بذلنا من الارواح من ثمن ٍ = فالقدس اغلى فاين السفح والقِمَمُ
لو حـُلـِّلـَتْ تربة الاقصى عناصِرُها = فللشهيد بها عِطـْرٌ له وَدَمُ
أمُّ الشهيد لها فضلٌ ومفخرة ٌ = رَبَّتْ شهيدا بدين الله يلتزمُ
يا أحسنَ الناس ما احلاكِ صابرة ً = كالبحر انتِ به الامواجُ تلتطمُ
الحمدلله في ايامنا وُجِدتْ = أمُّ الشهيد التي تعطي وتبتسمُ
ما يُحزِنُ القلب في ايامنا فـُقِدتْ = تلك المُروءة ُ في الحكام والهِمَمُ
شعب يُقـَتـَلُ واليهود تحصدهمْ = وليس في العُرْبِ والحكامِ معتصمُ
الظلم والغدر والافساد دَيْدَنـُهُمْ = واللؤم والحقد والتزوير والتـُهَمُ
هم العدو وامريكا تساندهمْ = خـَصْمٌ لـَدودٌ اليه العُرْبُ تـَحْتـَكِمُ
من وافق النفس في تحكيم مُبْغِضِهِ = جنى على نفسه واغتالهُ الندمُ
من قـَلـَّدَ الامر للغربان تحكمهُ = ديست كرامته وَعَيْشُهُ عَدَمُ
أما لكم برسول الله من عِظـَةٍ = أجلى اليهود جميعا عند غـَدْرِهِمُ
فها هو الغدر قد عادت غـَوائِلـُهُ = فكيف نسكتُ للغدار ينتقمُ
من يقبل الظلم لا طابت مَعيشَتـُهُُ = كذا الجبانُ فلا يُرجى وَيُحترَمُ
هَبْ قد فـَرَرْتَ الى الدنيا وزينتها = تأبى الشهادة هل يُنـْجيكَ يا فـَهـِمُ
للعمر حَدٌ فلا فرٌ يؤخرُهُ = وَلـَنْ يُقـَدِّمَهُ كـَرُّ ولا سَقـَمُ
أيُّ الحياة لِذي دين ٍمُفـَضَلـَّة ٌ = هذي الحياة أمِ الأخرى بها النِّعَمُ
قم فاسْعَيَنَّ الى موت تفوز بـِهِ = لا تنتظرْ ميتة ًماتت بها النَّعَمُ
ان الشهادة لا تاتي بأمنيةٍ = المرء يسعى ورزق الله يُقـْتـَسَمُ
وَنِيَّة ُالمرء عند الله فاصلة ٌ = لو كان في بيته ما فاته الكـَرَمُ
قد مات خالدُ لم تـُخْطِئْهُ معركة ٌ = على الفراش وما كـَلـَّتْ له قـَدَمُ
إنَّ الجِهادَ حياة ٌإنْ أعِدَّ لهُ = هُوَ الشفاءُ فمنهُ الجُرْحُ يَلـْتـَئِمُ
مع تحياتي